google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
السلام عليكــم
ورحمـة الله وبركاتــة ،،
الحمد لله و الصلاه و السلام على سيدنا محمد و بعد
..آداب القرآن الكريم وفضله
أعظم فضائل القرآن الكريم أنه كلام الله عز وجل، وقد مدحه الله تعالى في
آيات كثيرة، كقوله تعالى: { وهذا كتاب أنزلناه مبارك }[الأنعام :
92] { إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم } [الإسراء:9] { لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } [فصلت : 42].
وفى أفراد البخاري، من حديث عثمان بن عفان رضى الله عنه، أن النبى صلى الله
عليه وآله وسلم قال: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
وعن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" إن لله عز وجل أهلين من الناس ، قيل: من هم يارسول الله ؟ قال :
أهل القرآن هم أهل الله وخاصته " رواه النسائي.وفى حديث آخر، أن النبى
صلى الله عليه وآله وسلم قال : " لا يعذب الله قلباً وعى القرآن
".
وعن ابن عمر رضى الله عنهما، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "
يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فان منزلتك
عن آخر آية تقرؤها" صححه الترمذى.
وعن بريدة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : "
إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب ، فيقول
: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول : أنا صاحبك القرآن الذي
أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنى لك
اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على
رأسه تاج الوقار، ويكسى والده حلتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان : بما
كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد بى درج
الجنة وغرفها، فهو في صعود ما كان يقرأ، هذا كان أو ترتيلاً
قال ابن مسعود رضى الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس
نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا
الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون.ولا
ينبغي أن يكون جافياً ولا غافلاً ولا صخاباً ولا حديداً.
قال الفضيل رحمه الله : حامل القرآن حامل راية الإسلام ، لا ينبغي أن
يلغو مع من يلغو ، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو ، تعظيماً لله
تعالى.ولا ينبغي أن يكون له إلى أحد حاجة، بل ينبغي أن تكون حوائج الناس
إليه.
في آداب التلاوة
ينبغي لقارئ القرآن أن يكون على وضوء، مستعملاً للأدب ، مطرقاً غير متربع
ولا متكئ، ولا جالس على هيئة المتكبر
وأفضل الأحوال : أن يقرأ في الصلاة قائماً ، وأن يكون في المسجد.
فأما مقدار القراءة، فقد اختلفت فيها عادات السلف، فمنهم من كان يختم كل
يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم في اليوم والليلة أكثر رأيتهم ذلك،
ومنهم من كان يختم في ثلاث ختمة ومنهم من كان يختم في كل أسبوع، ومنهم من
كان يختم في كل شهر، اشتغالا بالتدبر أو بنشر العلم، أو بتعليمه، أو بنوع
من التعبد غير القراءة ، أو بغيره من اكتساب الدنيا وأولى الأمر: ما لا
يمنع الإنسان من أشغاله المهمة، ولا يؤذيه في بدنه، ولا يفوته معه الترتيل
والفهم.
قال ابن عباس رضى الله عنهما: لأن أقرأ البقرة وآل عمران، وأرتلهما
وأتدبرهما أحب إلى من أن اقرأ القرآن كله هذرمة من وجد خلسة في وقت،
فليغتنم كثرة القراءة ليفوز بكثرة الثواب، فقد كان عثمان رضى الله عنه يقرأ
القرآن في ركعة يوتر بها، وكان الشافعي رحمه الله يختم في رمضان ستين
ختمه.
وأما الدوام: فليكن على قدر الإمكان، كما أشرنا إليه.
واستحب بعضهم إذا ختم بالنهار أن يختم في ركعتي الفجر أو بعدهما، وإذا ختم
بالليل أن يختم في ركعتي المغرب أو بعدهما ليستقبل بالختمة أول الليل وأول
النهار.وقال ابن مسعود رضى الله عنه: من ختم القرآن فله دعوة مستجابة
.وكان أنس رضى الله عنه إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا.
فصل [في تحسين الصوت]
ويستحب تحسين القراءة، وإذا لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع، فأما القراءة
بالألحان، فقد كرهها السلف.ويستحب الإسرار بالقراءة. وقد جاء في
الحديث: " فضل قراءة السر على قراءة العلانية كفضل صدقة السر على صدقة
العلانية" ، إلا أنه ينبغي أن يسمع نفسه.ولا بأس بالجهر في بعض
الأوقات لمقصود صحيح، إما لتجويد الحفظ، أو
ليصرف عن نفسه الكسل والنوم، أو ليوقظ الوسنان
فأما حكم القراءة في الصلاة، ومقدار ما يقرأ في صلاة الفرض، وموضع الجهر
والإسرار فذلك معروف مشهور في كتب الفقه.ومن كان عنده مصحف ينبغي له أن
يقرأ فيه كل يوم آيات يسيرة لئلا يكون مهجورأ.
وينبغى لتالي القرآن العظيم أن ينظر كيف لطف الله تعالى بخلقه بى إيصال
معاني كلامه إلى أفهامهم، وأن يعلم أن ما يقرأه ليس من كلام البشر، وأن
يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبر كلامه،
فإن التدبر هو المقصود من القراءة، وإن لم يحصل التدبر إلا بترداد الآية،
فليرددها،
فقد روى أبو ذر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قام
ليلة بآية وهى قوله تعالى: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم
كالذين آمنوا وعملوا الصالحات} [الجاثية:21]
وكذلك قام بها الربيع بن خثيم رحمة الله عليه ليلة.
وينبغى للتالي أن يستوضح من كل آية ما يليق بها، ويتفهم ذلك، فإذا تلا قوله
تعالى: {خلق السموات والأرض} [ الأنعام:1] فليعلم عظمته
ويتلمح قدرته في كل ما يراه.وإذا تلا: {أفرأيتم ما تمنون}
[الواقعة: 58] فليتفكر في نطفة متشابهة الأجزاء، كيف تنقسم إلى لحم
وعظم، وعرق وعصب، وأشكال مختلفة من رأس ويد، ورجل، ثم إلى ما ظهر فيها من
الصفات الشريفة كالسمع، والبصر، والعقل، وغير ذلك، فيتأمل هذه
العجائب.وإذا تلا أحوال المكذبين فليستشعر الخوف من السطوة إن غفل عن
امتثال الأمر.
وليتخلى التالي من موانع الفهم، مثل أن يخيل الشيطان إليه أنه ما حقق تلاوة
الحرف ولا أخرجه من مخرجه، فيكرره التال، فيصرف همته عن فهم المعنى.ومن
ذلك أن يكون التالي مصراً على ذنب، أو متصفاً بكبر، أو مبتلى بهوى مطاع،
فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصداه، فهو كالجرب على المرآة، يمنع من تجلى الحق،
فالقلب مثل المرآة، والشهوات مثل الصدأ، ومعاني القرآن مثل الصور التي
تتراءى في المرآة، والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل الجلاء للمرآة.
وينبغى لتالي القرآن أن يعلم أنه مقصود بخطاب القرآن ووعيد، وأن القصص لم
يرد بها السمر بل العبر، فليتنبه لذلك، فحينئذ يتلو تلاوة عبد كاتبه سيده
بمقصود.
وليتأمل الكتاب ويعمل بمقتضاه، فإن مثل العاصي إذا قرأ القرآن وكرره، كمثل
من كرر كتاب الملك وأعرض عن عمارة مملكته وما أمر به في الكتاب فهو مقتصر
على دراسته، مخالف أوامره، فلو ترك الدراسة مع المخالفة كان أبعد من
الاستهزاء واستحقاق المقت.
وينبغى أن يتبرأ من حوله وقوته، وأن لا يلتفت إلى نفسه بعين الرضى والتزكية
فإن من رأى نفسه بصورة التقصير، كان ذلك سبب قربه.