الحمد
لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الهادي إلى الصراط
المستقيم محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم على النهج القويم.
أما بعد فإن من تأمل في الحديث الذي رواه البخاري في أول كتابه عن ابن عباس
رضي الله عنهما فيما يرويه عن أبي سفيان رضي الله عنه في خبر دخوله على
هرقل وسؤالاته له عن الرسول صلى الله عليه وسلم يستوقفه سؤاله لأبي سفيان
عندما قال له : (فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ ), يقصد هل
من دخل دين محمد يتركه ساخطا عليه قال أبو سفيان :لا , فقال : (وكذلك
الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب).
فهذه إشارة عجيبة أشار إليها هذا الرجل العاقل وهي أن التمسك بالدين مبني
على الحب له والرضى به وعدم السخط عليه فمن أحبه تمسك به ومن سخطه تركه
وميزة دين الإسلام الصافي أن من عرفه وتغلغل في قلبه لا يتركه مهما كانت
الظروف والأسباب لقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم :لا يعدلون بفرحهم
بالإسلام فرحهم بأي شئ آخر فقد جاء عند مسلم (2639)عن أنس رضي الله عنه
قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى
الساعة ؟ قال وما أعد