الصقر الذهبى
_______________
الامير الصغير ((رمسيس الثانى)) الذى يبلغ من العمر حوالى تسع سنوات , يلعب مع اسده الحبيب ويطعمه بيديه , دون فزع او وجل
والديه الملك ((سيتى الاول)) والملكة ((تويا)) يراقبان طفلهما بمنتى الحب والاعجاب
قال الأب : "لدى فكرة للاحتفال بالعيد التاسع لميلاد رمسيس "
قالت الأم : "ما الفكرة التى لديك ؟"
قال الأب : "سترين الفكرة حالاً " , ثم نادى على رجال قصره ,
قائلاً : "ألبسوه التاج لأرى جماله على رأسه "
قام رجال القصر بوضع تاج العرش على رأس الامير الصغير .. فبدا بأروع صورة ممكنة ,
جعلت الملك يهتف قائلاً : " لم اتوقع أن يكون التاج بهذا الجمال .. اِن ولدى لن يخلع التاج مرة اخرى , طوال حيانه "
وكم كانت فرحة الام عظيمة , وكم كانت دهشة رجال القصر اعظم !!
ومن يومها راح ((سيتى الاول)) يعلم ((رمسيس)) الصغير كيف يكون حاكماً وقائداً محبوباً من شعبه
وبعدها بعام اصبح ((رمسيس)) قائد الفرسان والمشاة..وتم اِعلان أنه ولى للعهد وشريك للملك
وجاء اول اختبار..اِذ اشركه والده فى حملات عسكرية على سوريا وبلاد النوبة
خاضها ببسالة فائقة, وهو وقتئذ اصغر قائد للجيش عرفه الزمان
ولما وصل ((رمسيس الثانى)) سن الشباب , اشتهر وقتها بلقب ((الصقر الذهبى)) لجرأته وشجاعته النادرة..وتزوج الجميلة ((نفرتارى)) , التى بهرت بجمالها كل من تقع عينه عليها.. وبعدها , انفرد ((رمسيس الثانى)) وهو فى سن العشرين بحكم مصر , وهى مسئولية يندر ان يتولاها انسان فى مثل عمره
لقد كان ((رمسيس الثانى)) مثالاً عظيماً للابن البار بأبيه , فقد حافظ على ملكه , وتميزت سيرته بالعدل والحب لكل شعبه الذى احبه.. فانتصر على الحيثيين الذين طمعوا فى مصر , ورد خطرهم عن بلاده , وعمت البلاد رفاهية لا مثيل لها من الانتصارات التى حققها والبلاد التى فتحها..فجاءت بالخير الوفير له ولشعبه
لقد ظل ((رمسيس الثانى)) فى الحكم لمدة سبعة و ستين عاماً..وكانت حياته اشبه بالاسطورة الخالدة
مع تحيات الحبوب MOSTAFA BODO