بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت لكم
كتاب
الكبائر
للإمام شمس الدين الذهبي
حققه و أخرج أحاديثه
سعد
يوسف أبو عزيز
دار الفجر للتراث
مقدمة المحقق
يعد
كتاب الكبائر للحافظ الذهبي ، كتاب غني عن التعريف ، فلا يكاد يخلو منه
بيت ، ومادة الكتاب تعد سوطا يقرع القلوب القاسية ، والنفوس البالية ،
لتنهض بعد كبوتها ، وتصحو بد غفوتها ، وتستشعر الخطر الذي ينتظرها يوم
العرض على ربها : ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) سورة الحاقة 18
و
لم يغفل المصنف رحمه الله أن يذكر في ثنايا التخويف بسعة رحمة الله و فضله
ليعيش المسلم بين الخوف والرجاء ، وكما قال الإمام الغزالي : ( لا يقود
إلى قرب لرحمن وروح الجنان إلا أزمة الرجاء ، ولا يصد عن نار الجحيم و
العذاب الأليم إلا سياط التخويف و سطوات التعنيف ) الإحياء 4-124 بتصرف
و
بالجملة : فالكتاب مهم في بابه ، وقوي في مادته
ولقد قام الكاتب
بعدة أشياء هام في التدقيق في الكتاب من بيان درجات الأحاديث الواردة من
حيث الصحة و الضعف و الوضع و التنبيه على بعض الحكايات المروية في الكتاب
وبيان بطلانها و كذلك الإسرائيليات ، كما قام بالتخفيف من الهوامش بقدر
الجهد و تلا ذلك ترجمة لسيرة الحافظ الذهبي
رحمه الله تعالى
ثم
تحدث عن معنى الكبائر قائلا: الكبائر هي ما نهى عنه الله ورسوله في الكتاب
والسنة و الأثر عن السلف الصالحين ، وقد تضمن الله تعالى في كتابه العزيز
لمن اجتنب الكبائر و المحرمات أن يكفر عنه الصغائر من السيئات لقوله تعالى :
( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما )
سورة النساء 31 . فقد تكفل الله تعالى بهذا النص لمن اجتنب الكبائر أن
يدخله الجنة ، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ( الصلوات الخمس و
الجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
) حديث صحيح رواه مسلم
فتعين علينا الفحص عن الكبائر ، ما هي ،
لكي يتجنبها المسلمون ، فوجدنا العلماء رحمهم الله تعالى قد اختلفوا فيها ،
فقيل هي سبع ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما هي إلى السبعين أقرب منها إلى
السبع .... و صدق والله ابن عباس
سعد يوسف أبو عزيز