سم الله الرحمن الرحيم
سلسلة قرأت لكم
شرح
الأربعين النووية
الشيخ أحمد حجازي
تحقيق
حامد
أحمد ماهر
************************
مقدمة
المحقق
*****************
ما زال كتاب (
الأربعين النووية ) للأمام النووي -رحمه الله- هو المرحلة الأولى لكل طلبة
العلم و مرتادي آفاق السنة النبوية ، لما يتميز به هذا الكتاب من سهولة
واختصار ، ويتصف هذا الكتاب أيضا بأنه جامع مانع ، ثم إنه بداية للمجتهد و
نهاية للمقتصد في علم الحديث . ومنذ ظهور الكتاب و شغف الناس به توالت
الشروح يتسابق أصحابها في تبيان غموض المعاني ، واستنباط الأحكام ، وبسط
الأحاديث لطلاب العلم و لعوام الناس مما حقق شهرة أوسع للأربعين النووية .)
و
تعود أهمية الكتاب إلى أنه يمثل مرحلة هامة من مراحل الثقافة الإسلامية ،
وهي تلك المرحلة التي انشغل المسلمون فيها عن العلم الشرعي و ساروا وراء
خرافات ، أو بدع شرعية ، فخرج هذا الكتاب بعيدا عن هذا الاتجاه ، واستطاع
أن يخرج من عباءة الأحاديث الموضوعة والآثار الدخيلة ، والتي لا أصل لها من
أن يخرج مختلفا عن كتب هذه المرحلة والتي لا توصف بأنها طلاسم ، وخرافات ،
وهي كتب تضر ولا تنفع ، و تضل ولا تهدي .
وهذا الكتاب
يتسم بصفة أخرى ذات أهمية و هو أن حديث الشيخ الشارح جاء ممتعا يوصف بأنه
رجل مستبصر بأدواء وعلل أهل الزمان ، فعرج عليها واصفا الدواء لمن طلب ،
وجاء حديثه خلوا من سذاجة الصوفي الزاهد ، بل إنه حديث العالم الزاهد الذي
يرسم طريقا يرتاده من طلب النجاة عن طريق حديث النبي صلى الله عليه وسلم و
هو مصدر النجاة بعد القرآن الكريم.و الكتاب نجد فيه المواعظ والنكات
والتنبيهات والحكايات ، فهو عبارة عن مجالس ومحاضرات دونت على شكل كتاب ،
فهو البناء الأمثل لمثل هذه النوعية المتميزة من الكتب التي تمتزج الحكايات
بالمواعظ ، بالنكت الفقهية والتنبيهات الشاردة ، وكل قد اتضح مقامه ، وفي
النهاية يقول المحقق : ( وبالجملة فالكتاب يستحق القراءة والمتابعة دون شك ،
فهو بحق إضافة للمكتبة الإسلامية .
ومن المجالس في هذا
الكتاب المجلس الأربعون ، في حديث الأربعين ، عن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ، فقال : ( كن في
الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ، و كان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر
الصباح ، و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك
لموتك )رواه البخاري.
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه .