لا بيد التوفيق نيل الفضائل
كما رتب الأعمال حسن القوابل
وكم مبرم امرا يؤمل وصله
ومالم يكن حظ فليس بواصل
وما عمل يزكو وما ثم مرشد
وهل ذو رشاد كالثمان المسائل
اجاب شقيقا حاتم منبئا لها
وماظنه إلا بها غير جاهل
١=فقال نظرت الخلق كل حبيبه
محب له ماالموت ليس بنازل
واني اتخذت الصالحات أحبتي
لتبقى دواما وهي خير الوسائل
٢=وقال نظرت القول من يترك الهوى
له جنة المأوى وأسما المعاقل
فجاهدت نفسي في هواها لفوزها
بتخليد تنعيم لها غير حائل
٣=وقال نظرت الخلق من كان مالكا
لشيء له قدر رفيع المنازل
فظن به والله انباء كلما
مع الله باق ليس يوما بزائل
فوجهت ماعندي إليه ببذله
ليبقى على التأبيد من كل حاصل
٤=وأكرم عند الله اتقاكم كذا
اتقيت لكي ابقى كريم الشمائل
٥=وقال نظرت الخلق ذا طاعنالذا
وذا حسد من اصله في الأراذل
بنحن قسمنا بينهم صار تركي
التحاسد والعدوان عن كل فاضل
٦=وقال نظرت الخلق يبغون بعضهم
على البغض حتى ينتهي للتقاتل
رجعت لقول الله ان نتخذ لنا
شياطيننا أعدا بغير تغافل
فعاديتهم تركا لعدوان كل من
سواهم وهذا الفصل من حكم عادل
٧=وقال نظرت الخلق كلا بمطلب
يذلله نفسا بثقل الشواغل
وثوبا إلى الأطماع من غير حلها
ولا يتوقى عنه سوء المداخل
علمت بقول الله رازق كل من
يدب وليس الله عني بغافل
٨=وقال نظرت الخلق كلا توكلوا
على حرف شتى جرت بالتعامل
فأوكلت أمري للإله على الرضى
بحكم القضا تمت ثمان المسائل
فمن نورها شمس الهداية اشرقت
ومن مزنها ودق الحيا المتهاطل
كأن علوم الوحي ينشر طيها
بما ضمنته من علوم الأوائل
وحمدي لربي والصلاة لشارع
الهداية مع آل وأهل الفضائل