وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله .
اختياار موفق وقيم جدا .
حزاك الله الجنة ونعيمها على ما تقدميه اختي الفاضلة ..
وهذه مشاركتي البسيطة ..
أولاًً : المساجد
فضائل المساجد والأعمال المتعلقة بها
فضيلة : كونها بيوت الله
أضاف الله - عز وجل - المساجد إليه إضافة تشريف وتكريم ، وفي ذلك إشارة إلى أهميتها وعظمتها ، وأهمية دورها في الصلة بمنهج الله ، وفي التعرف على الله - عز وجل - وفي الحث على السير إلى رضوان الله - سبحانه وتعالى - وسلوك طريقه - جل وعلا - فالله سبحانه وتعالى يقول : { وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا } .
فهي مساجد الله تضاف إليه - سبحانه وتعالى - لأن فيها تقام العبادات التي يخضع بها العباد له سبحانه وتعالى ، وفيها تتلى آياته وفيها يذكر الناس بمنهج الله والطريق الموصلة إليه .
فضيلة : العمران بالحضور والمداومة
كما في قوله عز وجل : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى الا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين } .
فضيلة : البناء والتشييد
وردت أحاديث كثيرة في فضل بناءها، كما في حديث عثمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( من بنى مسجداً يبتغى به وجه الله بنى الله به مثله بيتاً في الجنة ) ، رواه الخمسة الا أبو داود .
فضيلة : السعي إلى المساجد
وكذلك ورد فضل عظيم في السعي إليها كما ورد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يرويه أبو هريرة ، أنه - عليه الصلاة والسلام - قال : ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزل في الجنة كلما غدا أو راح ) ، متفق عليه .
وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه : ( من توضا فاحسن وضوءه ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلى الصلاة إنه كلما خطا خطوة إحداهما تحط عنه خطيئه والأخرى ترفع له درجه ) كما في حديث مسلم .
وقال - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم وأبي داود : ( الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً ) .
ونعلم حديث بني سلمة لما أرادوا أن ينتقلوا إلى جوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم : ( بني سلمة دياركم تكتب آثاركم ) .
أي الزموا دياركم وسوف تكتب آثار سيركم إلى هذه المساجد .
فضيلة : كونها أحب المواطن إلى الله
ومن هذا التفضيل والأهمية إن الله جل وعلا جعل مواطنها أحب المواطن كما في الحديث عن أبي هريره - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه قال : ( أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ) ، والحديث في صحيح مسلم .
فضيلة : رجل قلبه معلق بالمساجد
ولعل من أعظم الفضائل ومعالم الأهمية ما ورد في حديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ومنهم : ( رجل قلبه معلق بالمساجد ) .
فضيلة : ما دام في مصلاه
ومن أهميتها ومن وجه آخر مما يزيد ويهيئ للقيام بمهمتها ورسالتها ماورد في أجر المكوث فيها فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول : اللهم اغفر له اللهم ارحمه ) .
وهذا يبين لنا أن المراد من المسجد أن يكون الواحة التي يستظل بها الناس من هجير الدنيا وتعبها ونصبها ، وهو الزاد الإيماني الذي يستقي منه أهل الإيمان ؛ ليستطيعوا مواجهة الباطل ، وليستطيعوا مواجهة بهرج الدنيا وتنازع النفس ووساوس الشيطان .
فضيلة : مشيئة الله في أن يرفع ويذكر فيها إسمه
فإن الله - عز وجل - قد بين ذاك أيضا بقوله : { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار } ، ذكر الله - عز وجل - هذه الآية بعد الآية التي ضرب فيها مثل لنوره - عز وجل - ليبين أن النور إنما يستقى من هذه المساجد وأن الزاد يبتغى فيها، فكأن السائل يسأل بعد الآية التي فيها ذكر النور والضياء في القلوب فيقول : أين نجد هذا الزاد وهذا النور ، فيأتي الجواب :
{ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } .
فضيلة : حتى ولو كان من آحاد الناس
وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التشريف والتكريم لمن يقوم بخدمتها ونظافتها ، ونحن نعلم أن الناس يجدّون في أمر التنظيف ، ولكن إنه أمر لا يليق بالأشراف ولا يليق بكبراء القوم ، أما إذا كان ذلك في بيت من بيوت الله ؛ فإن هذا الشرف سيسعى إليه الأكابر قبل الأصاغر ، ولذلك أراد النبي - عليه الصلاة والسلام - أن يلفت نظر الأمة ، وأن يعلم أصحابة ومن بعدهم إلى هذا المعنى ، كما في حديث أبي هريره في الصحيح : ( أن رجلاً أو إمرأةً كان يقم المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يقمّ المسجد - يعني يزيل الاذى وينظف المسجد - فافتقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنه ، فقالوا : مات ، والنبي - عليه الصلاة والسلام - قائد الأمة ورسولها ومعلمها يقول : أفلا آذنتموني ! دلوني على قبره ، فلما دلوه قام النبي صلى الله عليه وسلم وصلى عليه )
فضيلة : عهدة عند أبو الأنبياء
لعل أعظم من ذلك ما جاء في كتاب الله عز وجل { وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود } ، فهي مهمة أسندت إلى الرسل والانبياء أن يقوموا بعمارة البيوت وتطهيرها وتنظيفها حساً ومعنىً وكذا .
فضيلة : أول موطئ
من معالم الأهمية ما كان من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قدم المدينة لا يبدأ بشيء إلا أن يتوجه إلى المسجد ويصلي فيه ركعتين .
فضيلة : أول عمل بعد الهجرة
وحسبنا بيانا لأهمتيه وعظمته وبيانا لدور المسجد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعله أول عمل قام به عند قدومه إلى المدينة المنورة ؛ ليعلّم الناس أن المسجد مثابة أهل الإيمان ، وليدركوا أنه المجتمع الذي فيه يجتمعون وعنه يصدرون وإليه يرجعون وفيه يتشاورون ؛ ليدركوا أنه ما من مجتمع مسلم الا ويكون المسجد أول ما يعتنى به ويقام .
فضيلة : مشروعية التحية
ولذلك أيضا شرع النبي - عليه الصلاة والسلام - تعظيماً للمسجد تحية المسجد .
فضيلة : الوعيد لمن منع مساجد الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه
ونعلم أيضا أنه قد جاء في كتاب الله - عز وجل - الوعيد الشديد لمن حارب المساجد وحارب عمارتها وحارب أهلها ، كما قال الله عز وجل : { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } ، من أظلم من هؤلاء ؟ والجواب ليس هناك أظلم منهم وهذا تقدير الجواب، وهذا سؤال على سبيل التعظيم والتهويل لهذا المعنى، أي ليس هناك أعظم جرماً وظلماً ممن منع مساجد الله أن ترفع وأن تشاد ، وأن تبنى وأن تعمر بذكره سبحانه وتعالى ، وهذا كله إيجاز تظهر لنا من خلاله أهمية المسجد وفضيلته .