وأطمع أن أكون من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله،حيث ذكر منهم النبي صلى الله عليه وسلم
قائلا: "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"
وآمل أن تحرم علي النار بدمعة أسكبها خشية لله،
ف/عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان نار جهنم"
واشوقاه لأن تحاكي عيني أعين السلف الصالح
،أمأن الأمر كما قال الشيخ العفاني :
محت بعدكم تلك العيون دموعها ** فهل من عيون بعده من ستعيرها.
رجاءيا قلب أفق، وأزل ما علق بك من شوائب، واطرد القسوة عنك،فأنت الملك، وهمة جنودك تعلو بعلو همتك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا إن في الجسد مضغة ،إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذافسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
عدإلى رشدك يا قلب ،وتذكر أن " من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ،ألا إن سلعة الله غالية ،ألا إن سلعة الله الجنة".
ولك علي أن أعينك لتستنير من جديد بنور المعرفة وصدق الإيمان،فتكون العين لك طائعةولحالك كاشفة ،وهذا بعض ما
أوصي به نفسي وإخواني لتحقيق ذلك:
* الحرص على الطاعات والبعد عن المعاصي : قال تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عنك ثير) سورةالشورى الآية 30.
فهذاكرز بن وبرة يدخل عليه بعض الناس وهو يبكي فيقول له: أتاك نعي بعض أهلك؟ فيقول: أشد، فيقول له : وجع
يؤلمك؟ فيقول: أشد،فيقول له: وما ذاك؟ فيجيبه : بابي مغلق ،وستري مسبل،ولم أقرأ حزبي البارحة،وما ذاك إلا بذنب أحدثته"
* الإكثار من الذكر والدعاء: ف/حقيقة القلب أنه مخلوق عابد لله
(يسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) سورةالإسراء الآية 44
،فمتى حاد القلب عن الحق واتبع الباطل
اضطرب، وإن سمع الذكر عاد إلى فطرته واطمأن قال تعالى (الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنالقلوب) سورة الرعد الآية 28
وللوصول إلى درجة الإطمئنان لابد من الإستعانة بالدعاء،هذا الأخير الذي يمثل قمة العبودية والخضوع،
لما يتخلله من الحمد والثناء، وإحساس العبد بافتقاره لمولاه، وشعوره بقربه،لذا لا يكون من العين حينها إلا أن تذرف .. دموعا فرحا بتشرف النفس بالقرب من ربها،وشوقا لرؤية باريها.