نور البيان مشرف قسم الاسلاميات
عدد المساهمات : 444 تاريخ التسجيل : 24/04/2010
| موضوع: كن مع الله ولا تجزع . الأحد مايو 09, 2010 5:08 pm | |
| ينبغى للمؤمن ان يسلم امره كله (لله تعـــــــالى )فإذا دعا المؤمن (ربه سبحانه وتعالى) ولم ير إجابة سلم وفوض وتأول للمنع. فيقول: ربما يكون المنع أصلح و ربما يكون لأجل ذنوبي و ربما يكون التأخير أولى و ربما لم يكن هذا مصلحة. وإذا لم يجد تأويلاً لم يختلج في باطنه نوع اعتراض بل يرى أنه قد تعبد بالدعاء فإن أنعم عليه فبفضل وإن لم يجب فما لكه يفعل ما يشاء. على أن أكثر السؤال إنما يقع في طلب أعراض الدنيا التي إذا ردت كان أصلح. فليكن هم العاقل في إقامة حق الحق والرضى بتدبيره وإن أساء. فمتى أقبلت عليه أقبل على إصلاح شأنك. وإذا عرفت أنه كريم فلذ به ولا تسأل. ومتى أقبلت على طاعاته فمحال أن يجود صانع وينصح في العمل ثم لا يعطى الأجرة. والله إني لأتخايل دخول الجنة ودوام الإقامة فيها من غير مرض ولا بصاق ولا نوم ولا آفة تطرأ بل صحة دائمة وأغراض متصلة لا يعتورها منغص في نعيم متجدد في كل لحظة إلى زيادة لا تتناهى. فأطيش ويكاد الطبع يضيق عن تصديق ذلك لولا أن الشرع قد ضمنه. ومعلوم أن تلك المنازل إنما تكون على قدر الاجتهاد ههنا. فواعجبا من مضيع لحظة يقع فيها. فتسبيحة تغرس له في الجنة نخلة أكلها دائم وظلها. فيا أيها الخائف من فوت ذلك شجع قلبك بالرجــــــــــــــــــــاء. ويا أيها المنزعج لذكر الموت تلمح ما بعد مرارة الشربة من العافية. فإنه من ساعة خروج الروح لا بل قبل خروجها تنكشف المنازل لأصحابها. فيهون سير المجذوب للذة المنتقل إليه. ثم الأرواح في حواصل طير تعلق في أشجار الجنة. فكل الآفات والمخافات في نهار الأجل وقد اصفرت شمس العمر. فالبدار البدار قبل الغروب ولا معين يرافق على تلك الطريق إلا الفكر إذا جلس مع العقل فتذاكر العواقب فإذا فرغ ذلك المجلس فالنظر في سير المجدين فإنه يعود مستجلباً للفكر منها شتى الفضائل ومتى أرادك لشيء هيأك له. فأما مخالطة الذين ليس عندهم خبر إلا من العاجلة فهو من أكبر أسباب مرض الفهم وعلل العقل. والعزلة عن الشر حمية والحمية سبب العافية. | |
|